بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين محمد بن عبدالله، صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائما إلى يوم الدين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..وبعد:
فهذه إجابات ضيف الشهر فضيلة الشيخ الدكتور جميل بن حبيب اللويحق حفظه الله
على أسئلتكم (الجزء الثاني والأخير).
فجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.
الاول/ نسمع بعض العلماء يحرمون الخروج على الحاكم رغم ما هو عليه من فسق و موالاة للكفار واعانتهم على المسلمين و هذا جلي و واضح وضوح الشمس , أرجو توضيح هذا الامر وتوضيح متى تكون الامامة صحيحة و هل يوجد لها شروط
جواب السؤال الأول :
هذا المعنى الذي أشار إليه السائل هو في الجملة مذهب أهل السنه والجماعة وقد دلت عليه نصوص كثير منها : حديث نافع مولى ابن عمر قال : لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ) وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله , واني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على كتاب الله ورسوله ثم ينصب له القتال ، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه , ولا بايع في الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه .
قال الحافظ بن حجر رحمه الله ( وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة والمنع من الخروج عليه , ولو جار في حكمه , وانه لا ينخلع بالفسق ) وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا , وألا ننازع الأمر أهله , إلا أن تروا كفراً بواحاً عنكم من الله فيه برهان ).
قال ابن تيمية رحمه الله فأمرهم بالطاعة ونهاهم عن منازعة الأمر أهله وأمرهم بالقيام بالحق ).
والنصوص في هذا كثيره , والواجب مع ذلك المناصحة والبيان والتذكير وحسن المعالجة ما أمكن , ثم الصبر ودرء الفتنه والحرص على اجتماع الكلمة ووحدة الأمة.
و للإمامه شروط يطول ذكرها هنا وتنعقد الإمامة بالبيعة التي هي عقد بين طرفين الراعي والرعية . قال الإمام النووي رحمه الله : وتنعقد الإمامة بالبيعة والأصح بيعة أهل الحل والعقد من العلماء والرؤساء ووجوه الناس الذين يتيسر اجتماعهم )