حكايات اسبوعية
بقلم: محمد علي إبراهيم
أخطر اعتراف يكشف حقيقة البرادعي
لن أدافع عن الوطن ما لم يحقق لي مكاسب شخصية!!
مرشح "الفيس بؤك" مصاب بالزهايمر.. واشتراكيته زائفة
قدم الزميل مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم د. محمد البرادعي الذي يحظي بدعم الصحيفة وبعض القوي السياسية للترشيح لرئاسة الجمهورية للقراء تقديما يوصف بأنه تعريف أو سيرة ذاتية.. وحسنا فعل مجدي لأنه وضح جدا أن المرشح لرئاسة الجمهورية نسي مصر وتاريخها ومسمياتها ولبس ثوب بطولة زائفة كشفته بعض المعلومات الخاطئة.
في بداية الحديث قال البرادعي إنه في عام 1961 "عندما كان عمره 19 عاما" كان هناك جلسة للتحضير للميثاق.. والمعروف "تاريخيا" أن جلسات التحضير للميثاق الوطني كانت تتم في مبني الاتحاد الاشتراكي العربي وليس في البرلمان كما ذكر البرادعي.. كما أن اسمه في ذلك الوقت كان مجلس الأمة وليس البرلمان.. الأمر الذي يقطع بأن الذاكرة تعاني من بعض النسيان.
المفارقة الثانية التي ذكرها البرادعي أن والده عندما اشتبك مع السادات رئيس مجلس الأمة وقتها لم تذع الجلسة تليفزيونيا في المساء.. وفي عام 1961 كانت هناك رقابة تمنع كل شيء فيه تعريض بالنظام. وإذا كان هذا قد سري علي مصطفي البرادعي والد د. محمد. فإنه كان مبدأ عاما ولا يعني أن البرادعي الكبير كان هو البطل الوحيد في مواجهة النظام فقد كانت التمثيليات تمنع أحيانا إذا اشتبه فيها الرقيب.
وهناك نقطة في منتهي الخطورة في حديث البرادعي للمصري اليوم أنقلها حرفيا لأقول إن الرجل لديه مفهوم مختلف عن الوطن حيث يدلي بالتصريح الآتي "الانتماء الذي نتحدث عنه ليس فكرة مجردة. فالانتماء يعني أن أجد سبل الرزق والحياة الكريمة.. ففي حرب 1967 وأثناء هزيمة الجيش هزيمة مهينة لنا جميعا.. سألت نفسي وقتها عن أي شيء يدافع العسكري المصري؟ فهو يعلم أنه حين يعود سيعيش حياة شاقة.. الدفاع عن الوطن ليس فكرة مجردة.. الدفاع يكون عن "مكاسبي الشخصية" من هذا الوطن الذي يقدم خدماته للمواطنين".
انتهي كلام البرادعي.. والتصريح خطير فهو يعني ببساطة أن الوطن الفقير لن يجد من يدافع عنه.. ويعني أيضا أن الوطن الذي يعجز عن تحقيق تنمية ينبغي أن يستباح ويحتله من يقدر علي توفير لقمة لأبنائه.. للأسف البرادعي يشارك الإخوان نفس مفهومهم عن الوطن.. خسارة وألف خسارة.. الإخوان المسلمون صلوا لله شكرا علي هزيمة مصر في حرب 67 لأن عبدالناصر أذاقهم سوء العذاب.. ومرشدهم السابق الشيخ مهدي عاكف قال طظ في مصر وأبومصر واللي في مصر.. لماذا يدافع العسكري المصري عن وطنه طالما أنه سيلاقي معيشة ضنكة إذا انتهت الحرب؟ هل هذا منطق؟! أنك لا تصلح رئيسا لجامعة فما بالك بوطن بحجم مصر تريد أن تتولي رئاسته.. أنت صاحب مبدأ غريب في الدفاع عن الوطن.. فأنت تطالب القوات المسلحة ألا تدافع طالما ليس هناك مكاسب شخصية.. إنه مبدأ "النفعية" الذي يتعارض تماما مع الوطنية.. لقد صدمت في البرادعي.. كنت أتصور "فقط" أنه لا يصلح للرئاسة لأنه جاهل بمصر.. واتضح أنني كنت ساذجا فهو لا يعترف بالوطن إلا إذا حقق مكاسب شخصية لأبنائه.
لقد حارب الهنود والباكستانيون بعضهما أكثر من مرة دفاعا عن مفهوم الوطن. رغم أن الدولتين كانتا في 1971 من أفقر دول العالم. ومازالت نسبة الفقر في الهند تشمل 850 مليون نسمة بينما يعيش 350 مليونا في حدود معقولة.. هل إذا قامت حرب اليوم لن ينخرط فيها إلا الهنود الأغنياء ويجلس الفقراء في المنازل؟.
هل معني كلام البرادعي أنني إذا ذهبت للعمل في دولة عربية خليجية وعشت حياة مرفهة هناك وحققت دخلا مرتفعا أن أحارب في صف هذا البلد إذا ما اندلعت هناك حرب طالما أنني سأدافع عن مكاسب شخصية؟.
معني الوطن غاب عن البرادعي والتبس عليه.. الدفاع عن الوطن هو دفاع عن العرض والأرض.. هو دفاع عن الأم.. لماذا يطلقون عليه في الغرب Mother Land.. الوطن الأم.. لابد أن تدافع عن أمك مهما كانت.. غنية أو فقيرة.. شحاذة أم غنية.. قبيحة أم فاتنة.. تنتفض للدفاع عنها لأن هناك رابطا عضويا بينكما.. أما إذا فكرت وقلت هل تنفق أمي عليَّ. هل تريحني وتخدمني؟ فإن هذا يسمي في السياسة بمنطق الدفاع المشروط. وهو ما يلجأ إليه المرتزقة أو الأجانب الذين يحاربون دفاعا عن بلد نظير أجر.. وحاشي لله أن يكون المصريون كذلك حتي لو كانوا فقراء معدمين.
لقد كان اليهود أول من طبق مبدأ الدفاع المشروط في القرآن الكريم عندما رفضوا الحرب ضد الكنعانيين لأنهم جبارون ولو دخلوا معركة فإنهم سيخسرون ذهبهم ومكاسبهم.. واقرأ القرآن يادكتور حيث يقول المولي العلي القدير "وإذ قال موسي لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين.. ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا علي أدباركم فتنقلبوا خاسرين.. قالوا ياموسي إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتي يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين.. قالوا ياموسي إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.. قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين" سورة المائدة الآيات من 20 إلي .25
الدستور والبوتاجاز
وإذا كنت لا تقرأ القرآن يادكتور.. فهناك التاريخ.. في عام 1974 عقدت منظمة المؤتمر الإسلامي مؤتمرها السنوي في لاهور بباكستان وهو المؤتمر الذي حضره الملك فيصل والرئيس السادات رحمهما الله.. ووقف ذو الفقار علي بوتو رئيس وزراء باكستان آنذاك وهي من أفقر بلاد الله ليقول "اننا مستعدون لنأكل الحشيش حتي نحصل علي قنبلة ذرية لنحمي أنفسنا من الهند".
الوطن ياسيدي العزيز لا يقاس بالمكاسب الشخصية التي تحدثت عنها. وإلا ما خاضت مصر كل هذه الحروب لتحرر أرضها وتقدم عشرات الألوف من الشهداء.. الوطن غال يادكتور وإذا تعرض لمحنة وفكر أحد أبنائه في المكسب الذي سيعود عليه من الحرب. فإنه للأسف سيكون خائنا مرتزقا قبل أن يكون جبانا رعديداً.. ومع ذلك لا أنفي أن الحديث كان فيه جانب كوميدي نتيجة لاختلاط المفاهيم في رأس الدكتور البرادعي فقد عزا إلي نفسه فكرة تغيير المواطنين وقال "إن المواطن الذي لم يفهم أهمية الدستور بات يعرف أن تغييره هو سبيله للحصول علي أنبوبة بوتاجاز".
ما علاقة الدستور بالبوتاجاز؟! هناك بلاد بلا دستور ولا قانون ويحكمها الشيوعيون وبها بوتاجاز.. وإذا كانت المسألة تقاس هكذا فهل عندما انتهت أزمة البوتاجاز وقبلها أزمة الخبز سينسي المواطن أهمية تغيير الدستور؟!
في موضع آخر قال إنه مندهش من الإصرار علي نسبة العمال والفلاحين 50%.. وسبب اندهاشه ان البرلمان يجب أن يكون للنخبة فقط؟! منطق واحد تركي.. "بلاش فلاحين رعاع خرسيس أدب سيس يقعد جنب باشوات أفندم".. برلمان نخبة كالذي كان سائدا في عصر الملك.. العجيب أن البرادعي قال لمني الشاذلي في حديثه التليفزيوني علي قناة دريم انه يتمني لمصر اشتراكية مثل اشتراكية دول شمال أوروبا كالنرويج والسويد والنمسا.. منين اشتراكية.. ومنين عايز يطرد العمال والفلاحين ويقول لي "نخبة"؟!!
ورغم أن الصحف الخاصة التي تروج للبرادعي كل طلعة شمس أقرت واعترفت بأن الأجهزة الأمنية لم تتدخل لا من قريب ولا من بعيد في استقبال البرادعي بالمطار. إلا أنه في حديثه مع مجدي الجلاد يؤكد وجود تدخلات وانه "سمع" عن خوف البعض من الاشتراك في الاستقبال وعن طلب أحد الضباط من شقيقته عدم التلويح بعلم مصر من سيارتها.. لقد اتضح أن د. البرادعي لا يقرأ أيضاً الصحف الخاصة التي تؤيده ونفت حدوث تدخلات للأمن.