تتهافت القلوب وتحن المشاعر وتبكي العيون عندما تتوجه الي البيت العتيق الي البيت الحرام الي الكعبه فهو الحلم الذي دائما وابدا يتملك الانسان حتي وان زار مئات المرات مرددا في كل مره شعار القصد والتوجه شعار الخضوع والتذلل شعار الحب والعبوديه رافعين بأصواتهم مهللين مكبرين ب لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمه لك والملك لاشريك لك لبيك اتيت لك محملا بالمعاصي والذنوب فزادي قليل وسفري طويل وليس معي مايبلغني الا حبك وحب بيتك فمن أجله تركت مالي وعملي وأهلي من أجل حبك طامعا في كرمك وعطائك ومنحك فتقبل مني قصدي ونيتي ففي رحم أمي لبيت عندما نادي نبي الله الخليل ابراهيم عليه السلام بعدما أنتهي من بناء البيت هو وأبنه اسماعيل فعلي ابراهيم علي جبل أبي قبيس وقال : يا أيها الناس ان ربكم قد بني بيتا فحجوه فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء ممن سبق في علم الله أن يحج فأجابوه لبيك اللهم لبيك .فشرفتني وكرمتني ووهبتني أسعد زياره الي اطهر مكان الي المكان الذي ولد وتربي به خير الأنام محمدا ليشع نور الاسلام منذ ذلك المكان المقدس فجئت طاهرا غاسلا قلبي من الأحقاد والبغضاء والفحشاء والمنكر تاركا زينه الحياه الدنيا متجردا حتي من لباسي مرتديا ازاري وردائي ناويا وقاصدا وجهك مرددا لبيك العمره لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمه لك والملك لاشريك لك لبيك حتي انعمت علي برؤيه بيتك الحرام فانشرح فؤادي وقلبي ورجع بي الزمن الي الوراء متذكرا بناء البيت الحرام متخيلا سيدنا ابراهيم وولده اسماعيل وهما يكملان بنائه ويرفعان قواعده لتمر الايام والسنين وتعيد قريش بناء بيتك المبارك وتختلف علي من يضع الحجر الأسعد وتتفق علي تحكيم أول من يدخل من باب المسجد الحرام فكان رسول الله وقالوا هذا الصادق الأمين رضينا به حكما فقال آتوني بثوب وجعل كل قبيله تمسك من طرف ووضع الحجر علي الثوب ورفعوه ثم وضعه المصطفي مكانه وتتوالي الاحداث في ذاكرتي فرأيت الحجاج بن يوسف يقذف عبدالله بن الزبير بالمناجيق وهو لأجي محتمي ببيت الله الحرام لايهاب من البيت ولا رب البيت ثم يقتل ابن الزبيرثم يقوم ببناء الكعبه التي تهدمت اثناء القذف وتمر الأيام الي ان يأتي الشيعه القرامطه فيسفكوا دماء الطائفين والركع السجود ويستبيحوا الأعراض ثم قلعوا الحجر الاسود من مكانه الذي قال عنه نبي الرحمه "(إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله عز وجل نورهما، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)وقال عنه أيضا(إن لهذا الحجر لساناً وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق.) وسرقوه معهم ليبقي معهم 22 سنه قبل ان يرد الي مكانه في الكعبه مره اخري ثم يعاد بناء الكعبه بأمر من محمد علي باشا والي مصر لتظل مهابه مكرمه الي أن يشاء الله رب العالمين وتسألت لماذا نجعل البيت في طوافنا علي اليسار فتذكرت بأن تلك المضغه التي ان صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله موجوده في اليسار الا وهي القلب لتشير بأن هذا المكان هو الأقرب لك من مالك وولدك وسلطانك لتعلن لبني أدم بأن السعاده ها هنا ها هنا ليستوي الملك مع العبد الفقير مع الغني الأبيض مع الأسود الكل امام بيت الله سواء ألم تري قول الله تبارك وتعالي (لتهوي اليه أفئده من الناس ) ولم يقل لتهوي اليه الناس فعبر بالفؤاد اي القلب كذلك قال أهل العلم بأن حركه الكون من أدق دقائقه الي اكبر وحداته تتم من اليسار الي اليمين عكس اتجاه عقارب الساعه لتعزف سيمفونيه واحده متناسقه متكامله ولكن لماذا نطوف حول الكعبه سبع اشواط ونسعي سبع اشواط لتكامل الكون كما قلت فالسموات سبع والارض سبع طبقات والجنين يستوي في بطن امه في الشهر السابع وعددمستويات الطاقه في الذرات سبعه وعدد ابواب النارسبعه فمع كل طواف يحرم جسده علي كل باب لذلك طفت بقلبي قبل بدني متذكرا أسائتي وغفلتي متذكرا خطئي وجهلي ولكن عفوك وكرمك أكبر من كل شئ تذكرت في طوافي البيت المعمور الذي يزوره في اليوم الواحد سبعون الف ملكا لايعودون لزيارته مره اخري ومن كرم ربهم وعطائه أن منحهم زياره بيته الحرام مرارا وتكرارفتري طيورا جميله لاتوصف تطوف حول البيت مغرده خاشعه تخيلت شعاعا وحواجز من النور تعلوا البيت الحرام وتصل الي البيت المعمور في رساله واضحه بأن من طاف حول البيت الحرام فقد طاف حول البيت المعمور في سياق واحد وكيفيه واحده مع النجوم والكواكب التي تدور حول بعضها وحول مجراتها والمجرات تدور مع الطائفين والملائكه حول البيت المعمور والبيت الحرام وفوق البيت المعمور يوجد عرش الرحمن الرحيم فكأن الطائفين والملائكه والنجوم والمجرات تطوف حول عرش الرحمن الرحيم فأكملت طوافي خاشعا متذللا تبكي عيني راجيا عفو ربي واضعا نصب عيني حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله : ((من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة)) وسمعته يقول: ((لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه خطيئة وكتب له بها حسنة)) وحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً إلى النبي أنه قال (يُنزل الله عز وجل على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة: ستون منها للطائفين، وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين). واتجهت لزياره مقام نبي الله ابراهيم عليه افضل الصلاه والسلام هل تدرون من هوابراهيم عليه السلام هونبي الله وصهر شعب مصرزوج السيده هاجر المصريه وابو سيدنا اسماعيل عليه السلام فصليت ركعتين خلف المقام وزرفت عيناي وأنت أتلوا قوله تعالي ( ربي اني أسكنت من ذريتي بواد غير زي ذرع عند بيتك المحرم ربنا ليقوموا الصلاه فاجعل أفئده من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) تذكرت نبي الله ابراهيم وهو يهاجر بزوجته هاجر وطفلها الرضيع من فلسطين الي صحراء قاحله لازرع بها ولاماء لابيت بها ولا مأوي فتسألت المصريه هاجرلمن تتركنا ها هنا يا إبراهيم؟ فسكت، قالت: أالله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لن يضيعنا. إذاً هناك أمر من الله يتم تنفيذه على يد خليل الله إبراهيم وابنه، وهو بناء بيت الله، ودعوة الخلائق أجمعين للحج إلى بيت الله عزَّ وجلَّ. إذاً كان إبراهيم عندما أخذ إسماعيل إلى البيت ينفذ أمر الله، وكان الله عزَّ وجلَّ هو الذي أمره، ولذلك تولاه، فكان هذا الغلام الرضيع يرقد على الأرض، ولما نفد ما كان معه من الماء والزاد، وأخذت تذهب مرات إلى الصفا مرة وتصعد وتتطلع هل من قادم، وكذا على المروة مرة، فإذا بها تجد طيوراً بجوار ابنها، فذهبت إليهم مسرعة خائفة عليه!! فوجدت الماء قد نبع من تحت قدميه، فأخذت تضم الماء وتقول: زمي زمي، لأن هذا الماء كان واسعاً وخافت أن يخرج منه طوفان يعم المنطقة كلها. ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يَرْحَمُ الله أُمَّ إِسْمَاعِيـلَ لَوْلاَ أَنَّهَا عَجِلَتْ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْناً مَعِيناً } .
فأمرهم الله عزَّ وجلَّ بالسكن هناك، وأرسل لهم الساكنين، وهيأ لهم سبيلهم فكانت المصريه هاجر وابنها نبي الله اسماعيل سببا أصيلا في عماره البيت الحرام وتزوج نبي الله من السيده بنت مضاض بن عمرو الجرهمي. التي اخلفت له اثنا عشره طفلا من نسلهم العرب والروم واليونان لذلك كانت مصر هي أم الدنيا ومن نسل العرب جاء الصادق الأمين محمد بن عبدالله نبي الرحمه فهو من نسل اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام وفي هذا دلاله علي أن أصل العرب والعجم هم المصريون وفيه بأن المصريون أخوال العرب والعجم وأخوال نبي الرحمه محمدا رسول الله الذي شرف المصريين عندما صاهرهم وتزوج السيده ماريه القبطيه ام ولده ابراهيم فمابين السيده هاجر والسيده ماريه المصريتين تشريف لبلد ذكر في القرأن خمس مرات ولما مات نبي الله اسماعيل دفن بجوار السيده هاجر في الحجر المسمي باسمه الي يوم الدين طفت وشربت من ماء زمزم المباركه ثم سعيت فتذكرت هذه الخواطر ثم تحللت من عمرتي بالحلق وتذكرت فضل الله وعطائه فمع كل شعره تسقط يسقط معها الذنوب ولوكانت مثل زبد البحروترفع معها الدرجات فأتممت عمرتي وأنا أناجي ربي ياصاحب العلا ياذا العرش المجيد يارب العالمين ياغفور يارحيم يافعالا لما تريد ايها المعز والمذل أتيت اليك من بلاد بعيده نازلاضيفا عليك في بيتك وبلدك طامعا في عطائك وكرمك فليس لي رب غيرك ولاوكيل الا أنت ولارحمن رحيم غيرك فمن أستغيث والي من ألجأ سواك فتقبل عمرتي وأغفرلي ذنبي وأغثني مما أنا فيه يامغيث المغيثين أغيثني يامغيث المغيثين أغيثني يارب العالمين .
أحمدمحمد الغنيمي