الموجز ترصد علاقة الإخوان الغامضة بالصهاينة في امريكا
السبت, 03 مارس 2012 - 01:59 .كتب : المحرر
لغز الغرام المتبادل بين قيادات الجماعة والبيت الأبيض
الاتصالات بين الطرفين بدأت في أربعينيات القرن الماضي من خلال السفارة الأمريكية بالقاهرة
الإخوان يسيطرون علي أكبر المراكز البحثية ويدعمهم عدد كبير من السياسيين
علاقة الغرام المتبادلة التي تظهر من حين لآخر بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين تمثل لغزاً محيراً يصعب فك طلاسمه بسهولة خاصة أن المواقف المعلنة من قبل الطرفين متناقضة ويسير كل منها في اتجاه معاكس للاتجاه الآخر.
ففي الوقت الذي يعلن فيه الإخوان رفضهم للسياسة الأمريكية بشكل معلن تنظر الإدارة الأمريكية للإخوان علي اعتبار أنهم جماعة محظورة ويؤكد البيت الأبيض دائماً أنه لا علاقة له بأي من قياداتها.
غير أنه مع قدوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي البيت الأبيض بدأت العلاقة تأخذ مساراً آخر أكثر وضوحاً في التقرب إلي الدولة العظمي بعد سقوط نظام مبارك وبدات الزيارات المتبادلة بينهم واخرها زيارة جون ميكين لخيرت الشاطر
وبدأت القيادات الإصلاحية في مكتب الارشاد توصي بضرورة فتح قنوات الاتصال مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل الحصول علي أكبر قدر من المكاسب السياسية خلال الفترة القادمة وعلي الرغم من أن مجموعة المحافظين داخل الجماعة كانت ترفض وبشدة الارتماء في حضن الأمريكان إلا أن رؤية الإصلاحيين هي التي انتصرت وأخذ بها من قبل مكتب الارشاد.
وقد جاءت تصريحات أوباما الأخيرة ودعوته إلي احترام الإسلام وفتح الحوار مع مختلف الجماعات الإسلامية لتعزز من رؤية تيار الإصلاحيين وتؤكد صحة موقفهم.
وبالرغم من أن هذه التصريحات فتحت النار علي الرئيس الأمريكي الجديد وجعلت رئيس مركز السياسات الأمنية «فرانك جافتي» يتهم أوباما بالمبالغة في احترام الدين الإسلامي ويؤكد أن دعوته ستصل به في النهاية إلي تبني أفكار جماعة الإخوان المسلمين إلا أنها كشفت بوضوح عن علاقة الغرام بين الجانبين منذ زمن بعيد.
فالاتصالات الإخوانية بالإدارة الأمريكية مستمرة منذ الأربعينيات من القرن الماضي وحتي الآن دون انقطاع وإن كانت هذه الاتصالات تتمتع بسرية شديدة ومن الصعب جداً الوصول إلي تفاصيلها الكاملة.
اللافت في علاقة الإخوان بأمريكا أن كلا الطرفين نجح في اختراق الآخر فالإدارة الأمريكية لها أعوان وأصدقاء داخل مكتب الارشاد وهو نفس الأمر الذي نجح فيه الإخوان خلال السنوات الأخيرة بعد أن أصبح لهم اتباع ومريدون داخل الإدارة الأمريكية وهو الأمر الذي مكنهم من أن تكون لهم وسائل ضغط داخل البيت الأبيض من خلال سيطرة الجماعة علي بعض مراكز الدراسات والأبحاث الأمريكية المؤثرة في دوائر صنع القرار.
وقد تمكن الإخوان من اختراق المجتمع الأمريكي عبر تأسيس عشرات الجمعيات والمراكز البحثية من خلال مخطط وضعه مكتب الارشاد ونجح في تنفيذه بشكل كبير ومن أهم المراكز التي يرتبط معها الإخوان بعلاقات جيدة الجمعية الأمريكية الإسلامية التي يقودها عصام عميش وتملك هذه الجمعية نفوذاً واسعاً وتؤثر بشكل ملحوظ في الدوائر القريبة من صنع القرار الأمريكي وقد قامت هذه الجمعية بتشكيل لوبي من المؤيدين لها داخل المجتمع الأمريكي ويحظي هذا اللوبي بحق التدخل في إدارة شئون الجماعة وتحديد أولوياتها في المستقبل وهو اللوبي الذي يقوده أربعة من كبار الشخصيات الأمريكية هم: جراهام فولر، ورول غريشت، وإدوارد دجيرجيان، وليزلي كامبل.. ويعد هذا الرباعي من أكثر المؤيدين للإخوان وأهدافهم في الولايات المتحدة وهو ما يظهر في أبحاثهم التي يقدمونها للإدارة الأمريكية، وفي بعض الأحيان يقدم الرباعي بعض الاستشارات لمكتب الارشاد.
وقد لعب جراهام فولر دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر بين الإخوان والإدارة الأمريكية بعد أيام قليلة من تولي أوباما مقاليد الحكم.
وإلي جانب فولر هناك العديد من القيادات الإخوانية التي تعمل من أجل تحقيق هدف التقريب بين الإخوان وأمريكا وعلي رأس هذه القيادات أحمد حبر الذي يعد أكبر مساعدي الملياردير الإخواني يوسف ندا وكذلك أحمد صقر صاحب العلاقات المتعددة داخل الولايات المتحدة وبالمثل يعمل راؤول جيرشت الضابط السابق بالمخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط وهو المسئول حالياً عن متابعة النشاط الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط بمعهد American inter prize، كما أنه من أصول يهودية ويقيم معظم أفراد عائلته داخل إسرائيل وقد عمل طوال العشر سنوات الأخيرة علي محاولة تقريب وجهات النظر بين الإخوان والإدارة الأمريكية.
وبالإضافة إلي ذلك فالإخوان يمتلكون تنظيمين قويين داخل أمريكا هما الشباب المسلم ومنظمة «ماس» وهما من قاما بالتحضير للقاءات أعضاء الكونجرس الأمريكي وأعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان داخل مجلس الشعب المصري خلال الفترة الأخيرة.
وعلاقات هاتين المنظمتين بدوائر صنع القرار الأمريكي معروفة للجميع حيث يقومان بتقديم دراسات وتقارير دورية للإدارة الأمريكية عن رؤيتهم للأوضاع داخل الشرق الأوسط ولإخوان مصر علاقات وطيدة ببعض الشخصيات البارزة داخل المجتمع الأمريكي وأشهر هذه العلاقات علي الاطلاق العلاقة التي تربط الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الارشاد السابق والمرشح للرئاسة بـ «مايل واكاكاس» المرشح السابق في انتخابات الرئاسة الأمريكية حيث دعا الأخير أبوالفتوح للقائه أثناء زيارته الأخيرة لمصر.
وقد كشفت وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً عن وجود عدة لقاءات تمت بين السفير الأمريكي ومسئولين كبار داخل الجماعة في الفترة من عام 1946 وحتي عام 1949 وكان هدف الأمريكان من هذه اللقاءات معرفة طريقة تفكير الجماعة وأهدافها المستقبلية.
وأكدت الوثائق أن العلاقات انقطعت بعد حادث المنشية في أكتوبر عام 1954 بعدما توجهت سياسة الثورة إلي الكتلة الشرقية وكان الإخوان في السجون وقتها.
وفي بداية السبعينيات وبعد عودة العلاقات السياسية بين مصر وأمريكا شهد مكتب ارشاد الإخوان بعض الزيارات التي قام بها الملحق السياسي للسفارة الأمريكية اضافة إلي أن هناك زيارة للسفير الأمريكي للمرشد عمر التلمساني تمت في غضون عام 1977 إلا أنه لم يعرف ما الذي دار في هذه الزيارة والمعروف أن مجلة «الدعوة» الناطقة باسم الإخوان كانت قد شنت هجوماً علي أمريكا والسفير الأمريكي قبل هذه الزيارة وهو الهجوم الذي انتهي بزيارة السفير للمرشد وفي عام 1995 شهدت المحكمة العسكرية بالهايكستب حضوراً مكثفاً ورسمياً من السفارة الأمريكية أثناء نظر القضية التي كانت النيابة العسكرية اتهمت فيها أعضاء بارزين من الإخوان علي رأسهم عصام العريان وخيرت الشاطر وحضر الملحق السياسي للسفارة الأمريكية جميع جلسات المحاكمة وهو ما لفت انتباه المراقبين ورجال الإعلام خاصة أنه أدلي ببعض التصريحات وقتها عن إدانته بصفته ملحقاً سياسياً للسفارة لمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية الأمر الذي فسره البعض علي أنه إدانة رسمية من وزارة الخارجية الأمريكية.
ومنذ ذلك التاريخ وحتي الآن ترسل السفارة الأمريكية بطاقات دعوة لبعض قيادات الإخوان لمشاركتها الاحتفال بالعيد القومي للولايات المتحدة وكان محمد عبدالقدوس الإخواني الشهير يواظب علي حضور هذه الاحتفالات حتي وقت قريب وتحديداً بعد احتلال القوات الأمريكية للعراق.
وفي فترة تولي محمد مهدي عاكف المرشد الحالي للجماعة شهدت الأروقة الإخوانية كثافة في اللقاءات بين مؤسسات مدنية أهلية أمريكية سواء بحثية أو معنية بحقوق الإنسان وكانت المفاوضات بين الإخوان والأمريكان تتم عبر هذه المنظمات داخل مكتب الارشاد خاصة أن مسميات هذه المنظمات تعد الغطاء الآمن للمفاوضات بين الجانبين وخلال هذه المفاوضات قام الإخوان بتوصيل عشرات الرسائل إلي الإدارة الأمريكية.
.