شباب الامه
بسم الله الرحمن الرحيم(واعتصموابحبل الله جميعاولاتفرقوا)
شباب الامه
بسم الله الرحمن الرحيم(واعتصموابحبل الله جميعاولاتفرقوا)
شباب الامه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب الامه

منتدي ديني - ثقافي - اجتماعي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصــــــة بنــــــاء أمـــــــــــه من مرحلة الاستضعاف الى مرحلة التمكين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله الغنيمي




المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 03/05/2011

قصــــــة بنــــــاء أمـــــــــــه من مرحلة الاستضعاف الى مرحلة التمكين  Empty
مُساهمةموضوع: قصــــــة بنــــــاء أمـــــــــــه من مرحلة الاستضعاف الى مرحلة التمكين    قصــــــة بنــــــاء أمـــــــــــه من مرحلة الاستضعاف الى مرحلة التمكين  I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 10, 2011 11:56 am






{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }البقرة246

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247

{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة248


{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249

{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة250

{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251

{تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }البقرة252



بين يدى القصـــــه


فى زمن موسى عليه السلام دُعى بنو اسرائيل الى قتال الجبارين من أهل فلسطين _ وهم قوم أفسدو فى الارض وعبدوا غير الله - وأخبرهم موسى عليه السلام - ان الارض المقدسه قد كُتبت لهم
مأنهم ان دخلوا عليهم غلبوهم بتوفيق الله .
فما كان من هؤلاء الذين شهدوا مع موسى عليه السلام أعظم الايات الا ان قالوا تلك المقاله الفظيعه ......

{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24

فكان أن دعى موسى عليهم بالتفرقه بنه وبينهم وأستجاب الله له وحرم على بنى اسرائيل الارش المقدسه اربعين سنه مات خلالها موسى وهارون عليهما السلام
ثم خرج يوشع بن نون بعد اربعين سنه من التيه بجيل جديد من بنى اسرائيل يلتزم بطاعة الله ويؤمن به فجاهد الكفره من أهل فلسطين ونصره الله سبحانه وتعالى عليهم وحبس الشمس من أجل
أن يدخلوا المدينه المقدسه قبل غروب شمس يوم الجمعه وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى وتكونت مملكه على التوحيد والاسلام وهذا فى حد ذاته من أهم المواضع التى نستفيد منها ..........

فعداؤنا مع اليهود ومع بنى اسرائيل لم يكن قط لنسبهم أو لاجل قوميتهم ووطنهم أو نزاع على قطعة ارض ...

بل نحن أولياؤهم حين وحدوا الله عز وجل وأعدائهم حين كفروا بالله عز وجل وكذبوا المرسلين

هكذا تكونت مملكه لبنى أسرائيل فى بيت المقدس وظلوا على ذلك مده يعبدون الله ويمتثيلون أمره

فخلف من بعدهم خلف ظنوا أن الامر لهم لمجرد نسبهم وأن الارض المقدسه ستظل تحت ايديهم على اى حال من أحوالهم وليس الامر كذلك بل انها كانت لهم لما كانوا مسلمين وتنزع منهم -
بل ونزعت لما اشركوا بالله - عز وجل وكذبوا المرسلين


المقصــــــــود :


أنهم انحرفوا عن منهج الله وظهرت فيم البدع التى هى بريد الكفر ثم ظهر الشرك بالله عز وجل والسحر وغير ذلك مما دمرهم الله به فسلط عليهم عدوا من غيرهم أخذ بلادهم وشردهم وقتل رجالهم وسبا نسائهم
ففيما يُذكر أهل السير أن الله سلط عليهم بختنصر وهو حاكم ظالم كافر ( تبرا ما على تتبيرا ) أى دمر ما على تدميرا لفأسر منهم طائفه وأخرج الباقين أزلاء ضعفاء
ذكر الله عز وجل كيف هؤلاء من هذه الظلمات ومن هذا الاستضعاف الى التمكين وأعادة الملك ثانيتا لبنى اسرائيل الموحدين المؤمنين


بدايـــــــة الصحــــــــوه


قال الله تعالى

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

نلحظ من هذا ان الله عز وجل أراد بهذه الامه خيرا فألهم القاده ومن لهم الكلمه المسموعه أن يسيروا فى الطريق المستقيم وأن يسلكوا السنه الشرعيه والكونيه معا فأنهم ( قالوا لنبى لهم )

وهذا يدلنا على وجود الانبياء وبالتالى وجود الدعوه الى الله عز وجل التى اثمرت ثمرتها فى أن كان مسموعو الكلمه منهم يريدون أن يجاهدوا فى سبيل الله هكذا ظهر التوحيد مره أخرى فى
طائفه مؤمنه من بنى اسرائيل وهذه فائده أولى أن عاقبة الشرك والتدمير وعاقبة البدع والضلال ضياع ما بأيدينا وأن طاعة الله عز وجل هى طريق العزه والمجد وبها تُسترجع الحرمات
المغتصبه والبلاد المسلوبه وأنت تلحظ مثل هذا فى تاريخ المسلمين تلحظ أن انتشار البدع وتطورها الى ان تصير شركا يكون دائما مقدمه لتسلط الاعداء على المسلمين أعظم تسلط أنظر كيف
أحذا الصليبيون بيت المقدس..... أخذوه عندما كان العبيديون الذين اشتهروا ( بالفاطميين ) متسلطين على بلاد مصر والشام والحجاز وعندما زالت هذه الدوله على يد صلاح الدين الايوبى رحمه الله بعد نحو من ثلاثة قرون من نشأتها عادت السُنه الى الظهور فمكن الله عز وجل من النصر فى حطين وأستعادوا بيت المقدس .
وفى العصر الحديث عندما أنتشرت البدع المكفره والعياذبالله - وعادت عبادة القبور مره اخرى فى أواخر عهد الدوله العثمانيه وتركوا الجهاد الذى قامت عليه دولتهم حتى فتحوا القسطنطينيه
الى استعصت على المسلمين أكثر من ثمانية قرون لكن أبتدعوا وبدلوا - بل حاربوا دعوة التوحيد التى قام بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - حاربوها حربا عنيفه شديده حتى دمروا الدوله الاولى التى أقامها الشيخ وأتباعه ولما انتشرت بدع العلمانيه والقوميه والاشتراكيه أخذا الكفار من المسلمين كل البلاد الا جزيرة العرب بأسم ( الاستعمار ) وما هو بأستعمار ولكنه فى
الحقيقه استخراب خرب الدين والدنيا ولا حول ولا قوة الا بالله الا ماشاء الله عز وجل من بقاء الطائفه المؤمنه
وعتدما زاد الامر سؤا بأنتشار المناهج الارضيه من العلمانيه والاشتراكيه أخذ اليهود بيت المقدس ولن يعود للمسلمين الا كما عاد الى المسلمين من بنى اسرائيل عندما عادت دعوة التوحيد
وطهرت فيهم ارادة التخلص من الذنوب والمعاصى والبدع والضلال ....
فأول شىء الهمهم الله عز وجل به ان ذهبوا الى نبيهم الذى بدأ الدعوه وكان الانبياء من بنى اسرائيل يتبع بعضهم بعضا يقودون الامه حتى فى فترات بُعدها عن منهج الله عز وجل ...
ونحن وان كان نبينا هو خاتم االانبياء صلى الله وسلم عليهم اجمعين الا ان الخير الذى جاء به ى ينقطع بحمد الله تعالى ولا تزال طائفه من امته عليه الصلاة والسلام على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم او خذلهم حتى تقوم الساعه ( متفق عليه ) والعلماء ورثة الانبياء وأن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن أخذهة أخذ بحظ وافر ( البخارى )


منهج صحيـــــــــح


فأنظر اخى المسلم الى الترتيب الذى وقع :

اولإ : بدأت الدعوه الى الله سبحانه وتعالى على يد الانبياء ثم أستجاب اهل السمع والطاعه فيهم - الملإٌ - ثم طلبوا من نبيهم ان يبعث لهم ملك قبل ان يبدأ الجهاد فى سبيل الله فهذا الترتيب الهام من الله عز وجل فأنه لا يمكن ان يكون جهاد صحيح معتبر بدون اماره وقياده وملك ومخالفة هذا وهم كبير يطرأ فى اذهان البعض فأن الجهاد لايكون بآحاد من الناس وأنما يكون بطائفه
مؤمنه قويه وهذا الامر الذى فعلوه من أنهم ذهبوا الى نبيهم الذى هو مصدر العلم هذا من توفيق الله عز وجل وهذا هو الواجب على المسلمين اليوم ان يرجعوا الى اهل العلم منهم حتى يقوم ملكهم وسلطانهم - وتوجد طائفه ملتزمه بقياده يرشحها اهل العلم وهم الذين أعدوها وعند ذلك يصلح الامر ويمكنهم ان يجاهدوا فى سبيل الله .


رايه واضحـــــــــــــه


قال الله تعالـــى :

إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

نلحظ هنا اخلاصهم حيث قالوا فى سبيل الله وهذا ثمره من ثمار الدعوه ومن ثمار استجابتهم للحق الذى جاء به النبى عليه السلام فلو كانوا على جاهليتهم لقالوا فى سبيل الارض او الوطن او فى
سبيل رايات الجاهليه او غير ذلك ولكنهم قالوا ( فى سبيل الله ) يريدون أعلاء كلمة الله

وهاكا المسلمون فى كل عصر لا تقوم لهم قائمه الا بأن يجاهدوا لإعلاء كلمة الله تحت راية لا اله الا الله
ولنتأمل ماجرى للمسلمين عبر تاريخهم كيف ا، عدة الاف فقط فتحو الممالك الكبرى وانتصروا على الامم العظمى مع أن لديها أعتى الاسلحه وأقواها إن بضعة آلاف ليس لهم من السرح إلا ما
غنموه من أعدائهم ولا يوجد من يُعينهم بالمال أو العتاد ومع ذلك ينصرهم الله وأنظر على الجانب الاخر كم كان عدد المسلمين فى حرب 1967 التى مضى عليها الان اربعون سنه عنما سقط
بيت المقدس كان جيوش المسلمين فى ذلك الوقت قد تجاوزت المليون من دول متعدده ( ولكنهم لم يحققوا الايمان ) لذلك ففى أقل من يومين أو ثلاثه دخل اليهود بيت المقدس وأخذوه وفرضوا
أمرهم عليها -- والله إنه لحديث هائل فى التاريخ أن يحدث كل هذا _ وإن كانت البقيه الباقيه من هيبة المسلمين ؛ قد منعتهم - بحمد الله - أن يفعله ما فعله الصليبون حين دخلوا منذ أكثر من
تسعمائة سنه فقد منعوا الصلاه فى المسجد الاقصى , وجعله مزبله , ورفعوا الصليب على قبة الصخره .
من ذلك تعلم أن اى رايه غير راية ( نقاتل فى سبيل الله ) فهى رايه ليس ورائها الاالهزيمه والهلاك وفى الحقيقه كان للقوم دوافع أُخرى تحركهم للقتال مثل تحرير الابناء المأسورين وتحرير الارض المغتصبه والرجوع الى الديار التى دخلها الاعداء كل هذه عوامل مُساعده أما ان تكون هى الغايه فلا .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو في سبيل الله ) متفق عليه

ونبيهم يعلم ان الكلام سهل , وأن العمل صعب , وأن التزام الانسان بما يطالب به فى كلامه من أصعب ما يكون , فهو يعلم الامراض التى توجد فى نفوس كثير من المتكلمين فحذرهم منها

( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ )

فهل كان القتال غير مفروض عليهم فى هذا الوقت ؟
كيف لم يكن مفروضا عليهم وهم فى الحقيقه يدفعون عن أرضهم وبلادهم فهو قتال دفع وهو فرض عين ؟
لاشك ان هذا كان مفروضا عليهم بحكم التوراه من زمن موسى عليه السلام - ولم يُنسخ ذلك ولكنه لم يكن مكتوبا عليهم لعجزهم فأن الله - عز وجل - لايكلف نفسا الاوسعها ولانهم لم يأخذا بعد
فى الاسباب المهيئه لوجوبه , ذلك لانه لا يصير واجبا الا أذا كان عندهم من العده والاستطاعه مايمكنهم من الوقوف فى وجه اعدائهم , أما قبل ذلك فالاسباب هى الواجبه وليس القتال نفسه هو
الواجب فى حال العجز وهذه المسأله فى غاية الاهميه إذ ان البعض يتصور ان الاوامر الشرعيه الةاجبه تجب مطلقا دون نظر الى القدره والعجز فيعرض نفسه الى ما لايطيق من البلاءويترتب
على ذلك من الفتن والفساد ما لايعلمه الا الله , أما إذا اكتملت اسباب القدره صار الواجب متعينا ...
فنبيهم يخاف عليهم إن فُرض عليهم القتال اى تعين بقدرتهم عليه الا يقاتلو فهذا مثل قوله تعالى

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء77

{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )

وقوله تعالى

وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا )

انظر الى هذا الفهم العميق والمحدد لقد كرروا مره ثانيه أنهم انما يجاهدون فى سبيل الله ثم ذكروا الدوافع الاضافيه لوجود الرغبه فى القتال

وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

اذا الغرض الاول هو إعلاء كلمة الله ثم ذكروا بعد ذلك

وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا


اُوخرجوا من ديارهم وطردوا منها فصاروا لاجئين , وهذا يدل على انهم لم يكونوا فى الارض التى يريدون اخذها .
انما كانوا فى بريه او فى قريه بعيده عن سلطان الكفر ولعل هذا هو الذى هيأ لهم ان يكونو دوله وإن كانت ضعيفه جدا وإن كانوا قله قليله وان لم يكن لديهم فى ملكهم هذا مقومات كثيره .
واذا كان الاخراج من الديار مفهوم ,فما معنى الاخراج من الابناء ؟
المعنى انه فررق بينهم وبين ابنائهم وان الابناء أُخذوا اسرى عند الكفره ومعلوم مايكون فى أخذ الذريه والنساء وما يكون فى ذلك من انتهاك للحرمات .

فحث بعضهم بعضا على القتال بذكر الحرمات المنتهكه وهذا من الجهاد الواجب اذ تخليص اسرى المسلمين متعين على من قدر على ذلك منهم ولا شك ان الحرمات المنتهكه والارض المغتصبه والاسرى المظلومين يجب ان لا تنسى ابدا , وتخليصهم من الحق الواجب علينا نحوهم .
واما من يتصور ان ينتهى الصراع بيننا وبين اليهود والنصارى وهم يحتلون ارضنا ويأسرون اخواننا فهذا لايقع الا ممن خان دينه وامته .
بل الحقيه انهم لو لم يكونوا قد أخذوا منا شيئا ولو لم يكونوا قداسروا منا احدا وما ظلمونا قط لما انتهى الصراع لان كفرهم بالله - سبحانه وتعالى - هو السبب الاساسى فى قتالهم
قال الله تعالى :


{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه }الأنفال39

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اغزوا بأسم الله فى سبيل الله قاتلوا من كفر بالله ) رواه مسلم
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قادة جيوشه بعد ان يوصيهم بتقوى الله - عز وجل - يقول لهم ولجنوده
قاتلوا من كفر بالله

وعلى ذلك فالكفر هو مقتدى القتال اصلا , واضافه الى ذلك انهم ظلمونا وأخذوا ارضنا وأسروا ابنائنا .
ولذلك فالعاداوه بيننا وبينهم ليست فقط لاجل جزء من الارض لو ردوه لزالت العداوه . ليس الامر كذلك , والله لو رجعت فلسطين كلها للمسلمين لما جاز لهم ان يتركوا قتال من امر الله بقتالهم

قال الله تعالى :
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }التوبة29

هذا شرع الله - عز وجل - ولا يجوز لاحد كائنا من كان ان يقول هذا فيما مضى ولايصلح لهذا العصر بل الجزيه هذه من شرع الله - عز وجل - الى يوم القيامه أعنى الى زمن عيسى - عليه السلام

فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( يوشك ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا , واماما مقسطا , فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزيه ) صحيح الجامع -7077
يضعها : يعنى لايقبل الا الاسلام فتكون المله واحده من أبى الاسلام قتل , اما قبل نزول المسيح فالباب مفتوح من ابى الاسلام يدفى الجزيه , ويلتزم احكام المله فيصير ذميا للمسلمين .

قال الله تعالى :
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }البقرة246

تأمل هذه الايات العظيمه . ما كان يخشاه النبى وقع فأن الاكثر تولى , ولذلك فأن الاعتماد دائما ليس على الاكثر , وإنما على طائفه قليله من القليل .

ان التغيير الذى حدث فى هذه الامه لم يكن على ايدى هؤلاء الذين يتكلمون ويرددون : نريد الجهاد , نريد القتال فى سبيل الله ,
فأن اكثرهم تولى بمجرد ان فرض عليهم القتال .


هكذا تبدأ مراحل التصفيه والتهذيب فى هذه الامه , وسوف تتوالى الابتلاءات لهؤلاء الذين استجابو لامر الله

ولنتأمل قول الله تعالى ( والله عليم بالظالمين )


لماذا تولوأ ؟ لان الله - عز وجل - خزلهم بسبب ظلم سبق فأن من عقوبة المعصيه المعصيه بعدها ومن عقوبتها الخذلان وعدم التوفيق لالتزام الانسان ما أخذه على نفسه وما فرض الله سبحانه
وعالى عليه .
فل نسأل انفسنا لمذا يضعف المرء عما فرض الله عليه ؟
لماذا يتولى عما فرض الله عليه من طلب العلم او الدعوه الى الله او العباده الواجبه ؟
لماذا يُحرم التوفيق ؟ لماذا يخذل والعياذبالله ؟ كل ذلك بسبب ظلمه انفسه فأن الله - عز وجل - يضع الاشاء فى مواضعها وهو عليم بالظالمين , نسأل الله عز وجل - ان يعفو عنا وان يغفر لنا .
الله عز وجل - ثبط المنافقين ؛ بما فى قلوبهم من النفاق .

قال الله عز وجل :
{إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }التوبة45

{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }التوبة46

ثبطهم الله عز وجل - لانهم فى ريبهم يترددون ثبطهم بما فى قلوبهم من الشك والنفاق والعياذبالله ليس فى قلوبهم التصديق الحقيقى ولا الانقياد الحقيقى .
وكذلك اركسهم الله بسبب أعمالهم .

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }النساء88

قال الله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ

فالله - عز وجل - خزل أكثر هذه الامه من بنى اسرائيل عن الالتزام بما كانوا يطالبون به وينادون به .
لماذا ؟ لانهم ظالمون فبعلم الله ما فى قلوبهم من الظلم جعاهم يتولون . فنحذر على انفسنا من ظلم النفس بالذنوب والمعاصى لان هذا الظلم يؤدى الى التولى , يؤدى الى الحرمان من أرادة الخير فأن ارادة الخير فى الاصل هبه من الله - عز وجل - فمن النعم ان يجد الانسان فى قلبه حب الخير من الحفاظ على الصلوات فى جماعه , او فى المواظبه على طلب العلم , و حفظ القرآن , او المشاركه فى الدعوه الى الله عز وجل - او الجهاد فى سبيله كل هذا من توفيق الله عزوجل - للعبد ( فهو أما ا، يكون مراعيا لتلك النعمه ) واما ان تنزع منه وتتحول النيه بعد ذلك الة شهوات الدنيا
بل الى المعاصى والمنكرات والعياذبالله .
سبحان الله !!!! تأمل هذا التفاوت البعيد بين النيات وقد يسأل سائل لمذا خلق الله فى قلب هذا نية الخير مع أنه خلق فى قلب غيره نية الشهوات والملذات او المعاصى والمنكرات ؟
والجواب ان الله سبحانه لايظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون والله عليم بالظالمين فأنه سبحانه ما وضع ارادة الخير لدى انسان الا لانه سبحانه وتعالى عليم بالشاكرين ؟

قال الله تعالى عن الكفار فى ازدرائهم المؤمنين


{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }الأنعام53


الله - عز وجل - وضع الايمان عند من يعلم انهم يقبلونه ويشكرون الله على هذه المنه العظيمه ولذلك فأذا وجدت فى قلبك حبا لله - عز وجل - ورسوله صلى الله عليه وسلم وحبا للطاعه فأغتنم تلك الفرص قبل ان تُحرم منها ويجعل فى قلبك ارادات اخرى منكره تراها فيمن حولك فتجد من غاية امله المال والشهوات او الشهره والملك , آمال كلها فى النهايه الى المقبره والمزبله كما قال عبدالله ابن المبارك رحمه الله فقر رُوى انه مر براهب عنده مقبره ومزبله فقال :
ياراهب عنك كنز الرجال . وكنز الاموال وفيهما معتبر .
فأنت حين ترى قطعة قماش ملقاه فى مزبله تعلم انها كانت فى يوم من الايام ثوبا يتزين به صاحبه والرجال الذن نتكلم عنهم ماتوا وصاروا الى المقابر وهكذا نحن نصير اليها ومن بعدنا كذلك .
سبحان الله ان فى هذا لاوضح العبره وأبلغ الموعظه .
نعود للنظر الى الابتلاءات التى مر بها هؤلاء الذين لم يتولو عن الجهاد .

قال الله تعالى :
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247

حين أُخبروا ان طالوت هو الملك ظهرت أمراض خطيره كانت موجوده فيهم مع أنهم هم الذين استجابوا لامر الله -عز وجل - ولم ينكثو على أعقابهم كما نكث اكثر القوم
يقولون :

أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا ,
من اين يكون له الملك علينا
وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ؟

إنه التنافس على الملك وهم بعد مستضعفون , عجيب والله أن يتنازع اوناس الملك وهم مشردون خارج اوطانهم وبلادهم ولكنه مرض قديم فى النفس وأبليس يقوده .
جادلوا فى أمر الله عز وجل - فالنبى قال لهم :
إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ
لم يقل أن بعثت مع انهم طلبوا منه قالوا :
ابْعَثْ لَنَا مَلِكا

ومع ذلك فأنه يؤكد أن الله هو الذى بعثه وكأنه كان يتوقع منهم ذلك فإنه يؤكد أن الله هو الذى بعثه وكأنه كان يتوقع منهم هذا الرفض فهذه طبيعة بنى إسرائيل المجادله والاعتراض على أمر الله
وترك الاستسلام .

وأنظر فى قصة البقره كيف سئلوا موسى - عليه السلام - أسئله متعدده ولم يستجيبو اول الامر كما بين ربنا - تبارك وتعالى - وهذا المرض - الجدال وترك الاستسلام -
منتشر فى كثيرا من الناس حتى بعد ان تبين لهم الحق ويعلمون الدليل من الكتاب والسنه ومن يزعم أنه يسأل عن الحكمه لماذا أحل الله كذا لماذا حرم كذا وتكون النتيجه ترك أمر الله - عز وجل- والعياذبالله هكذا ظهر فى بنى اسرائيل عدة أمراض منها :

1 - التنافس على الملك وهو يتضمن تزكية النفس وعيب الاخرين
2 - المجادله فى امر الله وترك الاستسلام والانقياد .
3 - استعمال الموازين الجاهليه وهو يتضمن اهمال العلم وتعظيم المال .
4 - الحسد

والمقصود أن بنى اسرائيل ظهر فيهم التنافس على الملك وهذا يتضمن مرضا اخر وهو تزكية النفس .

منقول من كتاب بناء أمه
ياسر برهامى






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصــــــة بنــــــاء أمـــــــــــه من مرحلة الاستضعاف الى مرحلة التمكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصــــــة بنــــــاء أمـــــــــــه من مرحلة الاستضعاف الى مرحلة التمكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب الامه :: القسم العام :: شباب محمد-
انتقل الى: