رساله الي عصام شرف

بقلم : أحمد السيد
.....................

عندما تم تكليف الدكتور عصام شرف بمنصب رئيس الوزراء في 3 مارس 2011 أبتهج أغلب المصريون وتفائلوا به لما له من تاريخ مشرف ووقفات ضد الفساد وبإعتبار التخلص من أحمد شقيق هدف ثوري يكاد يماثل التخلص من مبارك ذاته.

وقد كان عصام شرف ذكياً للغاية حيث توجه في اليوم التالي وسط الحشود إلى ميدان التحرير للمشاركة في صلاة الجمعة قاطعا المسافة من كوبري قصر النيل إلى الميدان سيرا على الأقدام باعثاً في كل المتواجدين في الميدان وكل من شاهد الحدث في التلفزيون أن النظام الجديد سيستمد شرعيته من الشعب مباشرةً.

ولاحقاً إستمر الدكتور شرف على نفس النهج الذي يكتسب به حب الناس فنراه يذهب لمحل التابعي مع عائلته ليتناول فول وطعمية وسط الناس ثم نسمع عنه وقد أصر على دفع مخالفة مرورية ولا ننسى إعتذاره للمواطنين الواقفين فى لجنة الإستفتاء على التعديلات الدستورية الستة لعدم وقوفه فى الطابور متعللاً بان لديه ارتباط جعله لا يقف فى الطابور أيضاً لا يمكن أن ننسى إعلانه في أول يوم لتوليه رئاسة الوزراء أن أجهزة الأمن لخدمة المواطن والوطن, ومن منا لا يتذكر بكائه من أجل مصر في حواره مع منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساء

مع كل ما نراه ونسمعه ليس غريباً أن نجد مئات الألاف الذين يطالبون بعصام شرف رئيساً للجمهورية.

لكن على الجانب الأخر وبعيداً عن البكاء والمشي في الطوابير والأكل في التابعي نجد أن واقع الشارع يصرخ بالتالي:

1. الشرطة العائدة تتعامل مع الناس بمنتهى السفالة وبلا حسيب أو رقيب ودائماً ما تسمع منهم كلمة "حنربيكم"

2. المحاكم العسكرية تحاكم مدنيين!!!

3. لا توجد خطوة واحدة نحو مشروع قومي, وموضوع الذهاب للخليج لجلب إستثماراتهم لمصر لن يفيد مصر فعلياً فمع أي إشاعة أو إضطراب يهرب المستثمر وينهار إقتصادك, بينما ما نحتاجه هو مشاريع قومية بتمويل مصري لنضمن بقائها في مصر.

4. تم إستفتاء الشعب على 6 مواد من الدستور ثم أتحفنا المجلس العسكري ب 57 مادة بدون إستفتاء, ولليوم لا أدري فائدة الإستفتاء إذا كان من حق المجلس العسكري وضع كل هذه المواد بدون الرجوع للشعب.

5. حركة تعيين المحافظين والتي أتت ببعض المحافظين التي تزكم رائحتهم الأنوف.

6. إذا كان المواطن العادي يدرك من هو محافظ قنا من أول يوم, لماذا أستغرق الأمر من الحكومة 10 أيام لتتخذ قرار تجميد تعيينه؟

7. البطء القاتل في محاكمة رموز النظام السابق وما صاحبه من إثارة للقلق.

8. البقاء على يحي الجمل في منصب رئيس مجلس الوزراء, بالرغم من أفكاره التي يرفضها معظم الشعب المصري ومنها ما قاله في برنامج العاشرة مساء يوم 6 نوفمبر 2006 عندما قال بالحرف الواحد: أنا لا أعتقد أن الحجاب فرض.

9. بقاء الجزار أحمد السباعي في منصبه حتى تلك اللحظة. هل يجب أن تخرج مليونية لتدرك يا دكتور عصام من هو الجزار المتباهي بأنه معين من قبل أمن الدولة؟

دكتور عصام مع التضارب الذي نراه من كلامك وتصرفاتك من جانب وواقع الشارع من الجانب الأخر, لا أرى تفسيرا إلا واحد من أثنين:

• أنك شخص حالم حسن النية ولا تدري ما يحدث من حولك وهنا نذكرك بكلام الدكتور محمد الصلابي "بأن أسلوب الأحلام الرومانتيكية الساذجة ليس وسيلة البقاء أو تشييد الحضارات, فالذين لا يملكوا إرادة الهجوم يفقدون القدرة على الدفاع".

• أنك تمثل علينا وهناك فريق من المساعدين الذين يعملون بالطريقة الأمريكية لتلميعك إعلامياً لكسب حب الناس وعندما تصل للسلطة يعلم الله ماذا سيكون الوجه الحقيقي لسياسة مصر.

مع عصام شرف أو بدونه, يجب أن نتبني مشروع قومي يضمن إستقلال مصر إقتصادياً وسياسياً ولا يجعل رقبة المواطن المصري تحت أي سكين سواء كانت عربية أو غربية.كما يضمن لها أسس وقواعد تمنع تأليه الحاكم القادم والذي يجب أن يعرف من البدايه أنه مواطن بدرجة رئيس.