بسم الله الرحمن الرحيم ..
ا
كلنا يقول ويردد هذه العباره : " مصر أم الدنيا " , فهل يا ترى نعرف ما هو سبب أطلاق هذه التسميه على مصر العظيمه ؟؟؟؟ ...
يعود السبب ألى منذ نحو اكثر من 5 الاف سنة !! , وذالك في زمن سيدنا النبي يوسف عليه السلام .
كلنا يعرف الحلم الذي كان يراود ملك الفراعنه المصريين في المنام انذاك , فقد راى الملك " أمنحوتب " في المنام سبع بقرات سمان تأكلهن سبع بقرات عجاف " أي نحال " ..
لم يستطع احد من الكهنه ومفسري الاحلام انذاك تفسير هذا المنام الصعب والغريب , بالتالي فسّره النبي يوسف عليه السلام والذي كان أسيرا في السجن عند الملك " بسبب الأدعاء الكاذب الذي اتهمته اياه أمرأة عزيز مصر زليخا " ..
قال النبي يوسف عليه السلام للملك : ايها الملك , أنما حلمك هذا يعني انه ستأتي سبع سنين خيّرة ووافرة بالامطار والارزاق على البلاد , وبعد هذه السنين السبع ستأتي سبع سنين أخريات قحط ومحل ولن تنزل من السماء قطرة ماء واحده على البلاد كافة " أي على جميع بلاد الأرض " ... فحزن ملك مصر لهذا التفسير حزنا شديدا , ألى أن جاءه النبي يوسف عليه السلام بالحل المخلّص الذي سيساعد مصر في اجتياز هذه المحنه القادمه والتي هي نذير شؤم على البلاد والعباد ...
قال سيدنا يوسف عليه السلام : أيها الملك , أقترح أن ندّخر السنين السبع الأولى " أي الوافرة الرزق " للسنين السبع الثانيه " أي سنوات القحط " , ولنبدأ بتخزين المياه عبر قنوات سنفتحها لتخزين الماء , كذالك سنخزّن ما يمكننا تخزينه من القمح والشعير والعلف وأرزاق السنوات السبع الأولى المليئه بالخير حتى لا نعتاز ولا نشعر بقسوة الجفاف والقحط في السبع الاتيه ..
فعجب الملك من ذكاء النبي يوسف عليه السلام .. وفعلا بدأ الملك " أمنحوتب " بتنفيذ مشروع سيدنا يوسف عليه السلام ..
مرّت السبع سنوات الوافرة والغنيه بالامطار والارزاق , وخزّنت مصر كميّات هائله جدا من الارزاق والمياه والقمح والحنطه والشعير .. وعندما استقبل العالم كلّه سنوات القحط والجفاف , كادت الناس أن تباد وتتفانى من الجوع والعطش , ألا دولة واحدة , وهي مصر ! ...
فانطلقت جميع البلاد انذاك , من كل حدب وصوب تتقطّب على مصر استغاثة بها , كي تأخذ ما يسدّ جوعها وعطشها انذاك , وفعلا اتت كلّ شعوب العالم وكل الأمم الى مصر طالبة النجدة والمعونه والاستغاثة خوفا من الهلاك جوعا وعطشا ..
حيث كان الناس منهم من يشتري الطعام والشراب بالمال ومنهم من يأخذ الطعام دينا ليسدّ سعره بعد أن تجتاز البلاد تلك الازمه الصعبه وظروف المحل القاسيه ..
فكانت مصر انذاك بمثابة الأم الحاضنة والمرضعه لجميع البلاد , القريبة منها والبعيدة ..
ولذالك أطلقوا على مصر لقب " أم الدنيا